إنكار المدمن هو أحد جوانب مقاومة التغيير وعندما يتعلق الامر بالإدمان فإنه ينطوي على إنكار أو التقليل من وجود أو خطورة مشاكل الإدمان وفي مجال علاج الإدمان التقليدي المكون من 12 خطوة فإن الاعتقاد السائد هو أن “الإدمان مرض وأن الإنكار هو أحد أعراضه”.
من هذا المنظور التقليدي يُعتقد أيضًا أن “مدمني الكحول والمدمنين” يظهرون الإنكار باعتباره سلوك للمدمن أو تحول لسمة دائمة من سمات شخصيته وإنه يتطلب مواجهة قوية ومباشرة وأحيانًا إجراءات متطرفة أخرى لبدء علاج المرض في وجود من الإنكار.
بناءً على هذا المنظور التقليدي يُعامل الأفراد المصابون بالإدمان أحيانًا بطرق قاسية أو غير محترمة والتي لن يتم أخذها في الاعتبار أبدًا مع أي عملاء أو مرضى آخرين.
هل إنكار المدمن من أعراض الإدمان
ومع ذلك فإن الإنكار كعرض مركزي للإدمان لا تدعمه الأدلة العلمية. يقول( د/ ويليام ميلر )مطور المقابلات التحفيزية: “تُظهر الأبحاث أن المشرف العلاجي يمكنه رفع مستويات المقاومة لأعلى ولأسفل بشكل كبير وفقًا لأسلوبه في الاستشارة الشخصية”. أي أن سلوك المدمن الانكاري قد يكون رد فعل لمعاملتنا له أحيانا.
كيف اتغلب علي إنكار ادمان المخدرات
في المقابلات التحفيزية باسلوب علمي يتم استخدام “نهج محترم وانعكاسي” لمساعدة العملاء على التركيز على الحقائق الصعبة التي خلقها سلوكهم الإدماني فالمواجهة المباشرة والاتهام بـ “الإنكار” لا يحدث. المعلومات والتدريب في المقابلات التحفيزية لسوء الحظ لا تتوفر كثيرا إلى اماكن علاج إدمان العيادات الخارجية وإعادة تأهيل الكحوليات والمخدرات.
حدد عالما النفس جيه بريم وس. بريم في الستينيات “التفاعل النفسي” بانها المقاومة التي يمكن التنبؤ بها للغاية والتي يعبر عنها معظم الأفراد عندما يواجهون مطالب قوية بالتغيير أو للتخلي عن بعض حريتهم ، و بناءا عليه ألن يكون “الإنكار” مثالاً ممتازًا على “التفاعل”؟ إذا كنت تحب ان تشرب أو تفعل أي شي ويخبرك أحدهم بقوة أنك بحاجة إلى الإقلاع عن التعاطي إلى الأبد فما الذي من المحتمل أن تفكر فيه وتشعر به وتقوله؟ حتى لو أدركت أن الكحول يسبب مشاكل فمن المحتمل أن تقاوم طلب التغيير لمجرد أنه مطلوب منك دون مساعدة او وضع خطة وأيضًا لأنك ما زلت تحب الشرب! يجب اعتبار مقاومة التغيير وتناقضه – سواء كان مؤيدًا أو معارضًا – أمرًا طبيعيًا في المراحل المبكرة من أي علاج يهدف إلى تغيير السلوك ويجب أن ندرك أن جميع الناس من مدمنين وغير مدمنين على حد سواء يميلون إلى مقاومة التغيير خاصة عندما يتم المطالبة به بقوة.
- القلق الاجتماعي وعلاقته بتقدير الذات
- اضطرابات القلق وتأثيرها على الحياة اليومية
- أهم الطرق للخروج من حالة الاكتئاب
- أسباب انتشار الاكتئاب في السعودية
- تأثير العزلة الاجتماعية على الصحة النفسية
كيف تساعد شخص مدمن
1- مواجهة الإدمان
إذا كانت المواجهة تثير الدفاعية والإنكار فلماذا يقاوم المعالجون تغيير نهجهم؟ لسوء الحظ فإن المعالجين الذين يستخدمون المواجهة يفهمون المقاومة الناتجة و “الإنكار” والحافز الضعيف على أنها مظهر من مظاهر سلوك المدمن و ما يسمي ”بالشخصية الادمانية”والتي تعتبر الإنكار سمة أساسية.
من الواضح أن العديد من هؤلاء المعالجين لا يدركون كيف أن سلوكهم هو الذي يتسبب في “الإنكار” الذي يلاحظونه.
تخيل أنك لا تعاني من مشاكل إدمان ولكن تم إرسالك (ربما بسبب سوء فهم) لمقابلتك من قبل متخصص في المواجهة حيث يتم سؤالك (هل لديك أي مشاكل في الشرب ) أنت تقول ، لا ، أنا أشرب القليل وأحيانًا فقط. فيجيب مباشرة لكني أفهم أن لديك مشاكل خطيرة وأنت ترد ، لا ، أنا لم أفعل. فيرد أستطيع أن أرى أنك تُظهر الإنكار وهو العرض الأساسي لمرض إدمان الكحول لذلك يجب أن تكون مدمنًا على الكحول وتحتاج إلى إعادة تأهيل الكحول والمخدرات على الفور و لحسن الحظ أنت الآن في مركز امسك مدمن و لن تتمكن من الخروج منه بسهولة!
2- المقابلات التحفيزية للإدمان
بدلاً من مواجهة الرفض واستنباطه سيكون المحترفون أكثر فائدة إذا استخدموا نهج المقابلات التحفيزية للتغيير وفي هذا النهج يتم تشجيع العملاء على التعبير عن آرائهم الخاصة حول سلوكهم الإدماني ومساعدتهم باحترام على رؤية أن سلوكهم قد يكون أكثر تناقضًا مع قيمهم الخاصة أكثر مما أدركوه فهنا انت تستغل البذور الرافضة للادمان داخله وعندما يتم إحضار التناقضات إلى الوعي يكون الدافع لحلها عن طريق تغيير السلوك الإدماني أكثر احتمالا.
ليس هناك طريقة واحدة مصصمة للجميع يمكنك التواصل معنا و سنساعدك من خلال مناقشات علمية للتوصل لأفضل طريق مناسب لشخصك و ظروفك.