متلازمة اليد والقدم 

متلازمة اليد والقدم 

متلازمة اليد والقدم 

هل لاحظت يومًا طفحًا جلديًا غريبًا على يد طفلك أو قدميه يصاحبه ارتفاع في الحرارة؟ من الممكن أن تكون هذه الأعراض مرتبطة بمرض يُعرف باسم متلازمة اليد والقدم، وهو مرض جلدي معدٍ شائع بين الأطفال، خصوصًا في سن الحضانة والروضة. وعلى الرغم من أنه يبدو مخيفًا في البداية، إلا أن المرض غالبًا ما يكون محدودًا ذاتيًا ويُشفى تلقائيًا خلال فترة قصيرة.

في هذا الدليل المفصل، سنخوض معًا في كل ما تحتاج لمعرفته حول هذه المتلازمة، من الأسباب والأعراض وحتى العلاج والوقاية، بأسلوب مبسّط وعملي يناسب كل من الوالدين ومقدمي الرعاية الصحية.

تواصل معنا


ما هي متلازمة اليد والقدم؟

تعريف المرض وأهميته الصحية

متلازمة اليد والقدم، أو ما يُعرف طبيًا باسم Hand, Foot and Mouth Disease (HFMD)، هي عدوى فيروسية حادة تصيب الجلد والأغشية المخاطية وتنتشر غالبًا بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. تتسبب هذه العدوى بظهور بثور وطفح جلدي على اليدين والقدمين وأحيانًا الأرداف، مع تقرحات مؤلمة في الفم. لا ينبغي الخلط بينها وبين مرض القدم والفم في الحيوانات، فهما مرضان مختلفان تمامًا.

تُعتبر هذه المتلازمة أحد أكثر الأمراض الفيروسية شيوعًا بين الأطفال في العالم، خصوصًا خلال فصلي الربيع والصيف. وعادة ما تبدأ الأعراض خفيفة ثم تتطور تدريجيًا، وقد تسبب انزعاجًا شديدًا للطفل رغم كونها غير خطيرة في معظم الحالات.

الفرق بينه وبين الأمراض الفيروسية الأخرى

في بعض الأحيان، يُخطئ الآباء والأطباء غير المتخصصين في التفريق بين هذه المتلازمة وأمراض فيروسية أخرى مثل الجدري المائي أو الطفح التحسسي. لكن متلازمة اليد والقدم تتميز بثلاثة أعراض رئيسية:

  • تقرحات فموية مؤلمة
  • طفح جلدي مع بثور في راحتي اليدين وباطن القدمين
  • حمى خفيفة إلى متوسطة

الفارق الحاسم هنا هو موقع الطفح (اليدين، القدمين، الفم)، بالإضافة إلى وجود بثور مميزة الشكل.

تواصل معنا


ما أسباب متلازمة اليد والقدم؟

الفيروسات المسببة للمرض

المسبب الأساسي لمتلازمة اليد والقدم هو الفيروس المعوي، وبالأخص فيروس كوكساكي A16، وأحيانًا نوع آخر يُسمى Enterovirus 71. كلا الفيروسين ينتميان إلى عائلة Picornaviridae، وهي فيروسات تنتقل بسهولة من شخص لآخر عبر:

  • اللعاب
  • الرذاذ التنفسي
  • البراز
  • اللمس المباشر للأسطح الملوثة

ما يجعل هذه المتلازمة أكثر شيوعًا في رياض الأطفال والمدارس هو وجود الأطفال في أماكن مغلقة ومزدحمة، وافتقارهم غالبًا للوعي الكافي بالنظافة الشخصية.

طرق الانتقال والعدوى

طرق العدوى بمتلازمة اليد والقدم متعددة، ومن أبرزها:

  1. الاتصال المباشر مع شخص مصاب: عبر التقبيل أو المصافحة.
  2. ملامسة الأسطح الملوثة: مثل الألعاب، الأبواب، والمقاعد.
  3. السوائل الجسدية: مثل الرذاذ عند السعال أو العطاس.
  4. البراز: وهي من أخطر طرق العدوى، خصوصًا عند تغيير حفاضات الأطفال دون غسل اليدين جيدًا.

تُعد فترة العدوى أشد ما تكون خلال الأسبوع الأول من المرض، لكن الفيروس يمكن أن يبقى نشطًا في الجسم ويُفرز في البراز لعدة أسابيع بعد زوال الأعراض.

تواصل معنا


من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

الفئة العمرية المعرضة

الأطفال بين عمر 6 أشهر إلى 5 سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة اليد والقدم، بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم وعدم نضج سلوكيات النظافة. لكن لا يعني ذلك أن البالغين في مأمن، بل يمكن أن يُصابوا أيضًا، خاصة في حال رعايتهم لطفل مصاب، رغم أن الأعراض لديهم غالبًا ما تكون أخف أو غير ظاهرة على الإطلاق.

الأماكن والبيئات التي تسهّل الانتقال

البيئات الأكثر عرضة لتفشي المرض تشمل:

  • دور الحضانة ورياض الأطفال
  • المدارس الابتدائية
  • الحدائق وأماكن اللعب العامة
  • العيادات والمراكز الصحية

في مثل هذه الأماكن، يسهل انتقال الفيروس بسبب الاختلاط وكثرة ملامسة الأدوات المشتركة. لذلك، فإن الإجراءات الوقائية في هذه البيئات تعتبر أمرًا بالغ الأهمية للحد من انتشار المرض.

تواصل معنا


أعراض متلازمة اليد والقدم

الطفح الجلدي والنتوءات

العلامة الأبرز لهذا المرض هي الطفح الجلدي المميز، الذي يظهر على راحتي اليدين وباطن القدمين، وغالبًا ما يكون على شكل:

  • بقع حمراء صغيرة
  • نتوءات مملوءة بسائل
  • بثور مؤلمة عند اللمس

تظهر هذه النتوءات بعد يوم إلى يومين من ظهور الحمى، وتكون مصحوبة في بعض الحالات بحكة خفيفة. يمكن أن تنتشر النتوءات أيضًا إلى الأرداف والمرفقين، لكن تركّزها في اليد والقدم هو ما يُميزها.

الأعراض المصاحبة الأخرى مثل الحمى والألم

إلى جانب الطفح، تظهر أعراض أخرى شائعة، مثل:

  • الحمى: غالبًا ما تكون أولى العلامات وتسبق الطفح الجلدي.
  • فقدان الشهية: بسبب الألم الناتج عن تقرحات الفم.
  • الخمول العام: نتيجة الحمى والألم.
  • تهيج وسرعة البكاء لدى الأطفال.
  • آلام في الحلق.
  • صعوبة في البلع: بسبب التقرحات الداخلية.

تستمر الأعراض عمومًا من 7 إلى 10 أيام، وتُشفى تلقائيًا دون الحاجة إلى أدوية مضادة للفيروسات.

تواصل معنا

Call Now Button