العلاقة بين النفس والجسم
العلاقة بين النفس والجسم فالقلق لم يعد مجرد شعور نفسي يسبب التوتر أو الخوف، بل أصبح له تأثير واضح على الجسم، خاصة على الجهاز الهضمي
فالكثير من الأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن يلاحظون اضطرابات في المعدة مثل الغثيان أو الانتفاخ أو حتى القولون العصبي.
لكن كيف يحدث ذلك؟ وما العلاقة بين العقل والهضم؟
كيف يؤثر القلق على الجهاز الهضمي؟
يرتبط الجهاز العصبي والجهاز الهضمي ارتباطاً وثيقاً من خلال ما يُعرف بمحور الدماغ والأمعاء.
فعندما يشعر الإنسان بالقلق أو التوتر، يفرز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول،
ما يؤدي إلى تغيّرات في حركة الأمعاء وإفراز العصارات الهضمية.
هذا التفاعل يجعل الجسم في حالة تأهب، فيتوقف عن أداء بعض الوظائف الثانوية مثل الهضم ليركّز على مواجهة مصدر القلق، وهو ما يسبب لاحقاً اضطرابات هضمية مزمنة
أعراض القلق المرتبطة بالجهاز الهضمي
قد تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكنها تشمل غالباً:
- الشعور بالغثيان أو ثقل المعدة
- الانتفاخ بعد تناول الطعام
- الإسهال أو الإمساك المتكرر
- فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل
- حرقة المعدة بسبب زيادة إفراز الأحماض
- آلام البطن بدون سبب عضوي واضح
وتُظهر الدراسات أن ما يقارب 70٪ من المصابين بالقلق يعانون أيضاً من اضطرابات في الجهاز الهضمي بدرجات متفاوتة.
القلق ومتلازمة القولون العصبي
يُعتبر القلق أحد أهم العوامل المسببة أو المحفزة لمتلازمة القولون العصبي.
فالقلق يزيد من حساسية الأمعاء ويؤثر على حركة القولون، مما يؤدي إلى نوبات من الألم والانتفاخ والإسهال أو الإمساك.
والمشكلة أن العلاقة دائرية: القلق يسبب اضطراباً في القولون، واضطراب القولون يزيد القلق، وهكذا يدخل المريض في حلقة يصعب كسرها بدون علاج نفسي وجسدي متكامل.
طرق طبيعية لتقليل تأثير القلق على الهضم
إليك بعض النصائح التي تساعد على تهدئة الجهازين العصبي والهضمي معاً:
- ممارسة تمارين التنفس العميق أو التأمل اليومي
تساعد على خفض مستوى الكورتيزول وتحسين تدفق الدم إلى الأمعاء. - اتباع نظام غذائي متوازن
ركّزي على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات، وتجنّبي الكافيين والمأكولات الحارة التي قد تهيّج المعدة. - ممارسة الرياضة بانتظام
الرياضة تحفّز إفراز هرمونات السعادة وتساعد في تحسين حركة الأمعاء. - شرب كميات كافية من الماء
الترطيب الجيد يقلل من الإمساك ويساعد في الهضم. - النوم الكافي
قلة النوم تزيد التوتر العصبي وتؤثر سلباً على الجهاز الهضمي.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمرت أعراض اضطراب المعدة لأكثر من أسبوعين، أو كانت مصحوبة بفقدان وزن غير مبرر أو نزيف أو قيء متكرر، يجب استشارة طبيب مختص في أمراض الجهاز الهضمي أو الطب النفسي، لأن التشخيص المبكر يمنع تفاقم الحالة.





