اضطراب الوسواس القهري
الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive-Compulsive Disorder – OCD) اضطراب الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يتمثل في وجود أفكار أو مشاعر متكررة وغير مرغوب فيها (وساوس)، تدفع المصاب إلى القيام بسلوكيات متكررة (أفعال قهرية) بشكل قهري بهدف التخلص من التوتر أو القلق الناتج عن تلك الأفكار.
غالبًا ما يُدرك المصابون بالوسواس القهري أن أفكارهم غير منطقية، لكنهم يشعرون بعجز حقيقي عن مقاومة تلك الوساوس أو التوقف عن تنفيذ السلوكيات القهرية، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، وعلاقاتهم الاجتماعية، وقدرتهم على التركيز.
مدى انتشار الوسواس القهري
الوسواس القهري يصيب النساء أكثر من الرجال، وغالبًا ما يبدأ ظهوره في سن الطفولة أو خلال فترة المراهقة، إلا أن أعراضه قد تستمر أو تتفاقم في مراحل لاحقة من الحياة إذا لم يتم علاجه بالشكل المناسب.
هل أفكار الوسواس القهري حقيقية؟
في معظم الحالات، تكون الأفكار الوسواسية غير واقعية أو غير منطقية، ويكون المريض على دراية بذلك، لكنه لا يستطيع إيقافها.
هذه الأفكار قد تتعلق بمخاوف غير مبررة، مثل الخوف من التلوث، أو من إيذاء الآخرين، أو من نسيان شيء مهم.
وفي بعض الأحيان، قد ترتبط الوساوس بمواقف حدثت بالفعل، لكن المصاب يبالغ في التفكير فيها أو تحليلها، مما يسبب له التوتر والقلق المفرط.
أنواع الوسواس القهري
تتعدد أشكال الوسواس القهري، وتختلف من شخص لآخر، ومن أبرز أنواعه:
1. وسواس النظافة
يتعلق بالخوف المفرط من التلوث أو الجراثيم، ويؤدي إلى سلوكيات مثل الغسل المتكرر لليدين أو تعقيم الأشياء بشكل مفرط.
2. وسواس التأكد
يشعر المصاب بالحاجة الملحة للتأكد من أشياء معينة مرارًا، مثل قفل الأبواب، أو إغلاق الغاز، أو إطفاء الأنوار، رغم معرفته بأنه قام بذلك بالفعل.
3. وسواس الترتيب والتنظيم
يدفع الشخص إلى ترتيب الأشياء بطريقة معينة أو حسب نمط محدد، وقد يسبب له قلقًا شديدًا إذا لم تكن الأشياء في مكانها الصحيح.
4. وسواس الاكتناز
يتمثل في صعوبة التخلص من الأشياء القديمة أو غير الضرورية، بدافع القلق من الحاجة إليها مستقبلاً.
5. اجترار الأفكار
يتعلق بتكرار التفكير في فكرة أو موضوع معين بشكل مبالغ فيه، وغالبًا ما يكون سلبيًا أو متعلقًا بالذنب أو الخوف.
خلاصة
الوسواس القهري هو اضطراب نفسي مزعج، لكنه قابل للعلاج. إدراك الشخص للمشكلة والسعي للحصول على المساعدة المتخصصة يمثلان الخطوة الأولى نحو الشفاء. يشمل العلاج عادة مزيجًا من العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والأدوية، وقد يساعد الدعم الأسري والبيئة الإيجابية في تحسين حالة المصاب.
