يُعرف الاكتئاب الموسمي (Seasonal Affective Disorder) باضطرابٍ مزاجيّ يُصيب بعض الأشخاص خلال فصل الشتاء. يُسبب هذا الاضطراب أعراضًا مشابهة لأعراض الاكتئاب التقليدي، مثل الشعور بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة المُحبّبة، مع تغيراتٍ في الشهية والنوم.
ما هي أعراض الاكتئاب الموسمي؟
أعراض الاكتئاب الموسمي، والتي تُعرف أيضًا بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، تظهر عادةً خلال فصول معينة من السنة، الأكثر شيوعًا خلال الخريف والشتاء عندما تقل ساعات النهار وتقل كمية ضوء الشمس. هذه الأعراض يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للشخص. فيما يلي بعض الأعراض المزاجية الشائعة للاكتئاب الموسمي:
1. الأعراض المزاجية:
- الشعور بالحزن واليأس: هذا الشعور ليس فقط عابرًا بل يمكن أن يكون مستمرًا ويؤثر على قدرة الشخص على أداء المهام اليومية. قد يشعر الأشخاص بحزن غامر ويأس، حتى في الأوقات التي من المفترض أن تكون مبهجة.
- التقلبات المزاجية: الاكتئاب الموسمي يمكن أن يسبب تقلبات حادة في المزاج، حيث يمكن للشخص أن ينتقل من الشعور بالحزن الشديد إلى الشعور بالهدوء أو حتى السعادة الزائفة في فترات قصيرة، مما يجعل الحالة العاطفية غير مستقرة.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المحببة: الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الموسمي غالبًا ما يجدون صعوبة في الشعور بالمتعة أو الاهتمام بالأنشطة التي كانت مُمتعة في السابق، سواء كانت هوايات، أنشطة اجتماعية، أو حتى المهام اليومية.
هذه الأعراض المزاجية تُشكل جزءًا من صورة أوسع لأعراض الاكتئاب الموسمي، والتي يمكن أن تشمل أيضًا مشاكل في النوم، تغييرات في الشهية أو الوزن، الشعور بالتعب ونقص الطاقة، صعوبات في التركيز، وأفكار حول الموت أو الانتحار. التعرف على هذه الأعراض وطلب المساعدة من مختص هي خطوات أساسية نحو
2. الأعراض الجسدية:
الأعراض الجسدية للاكتئاب الموسمي تساهم في تحدي التعايش مع هذه الحالة، وتؤثر على جودة الحياة اليومية بشكل كبير. فيما يلي تفصيل لهذه الأعراض:
تغيرات في الشهية
- زيادة الشهية: بعض الأشخاص قد يجدون أنفسهم يأكلون أكثر من المعتاد، خصوصًا الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
- نقصان الشهية: البعض الآخر قد يجد صعوبة في الشعور بالجوع أو فقدان الاهتمام بالطعام، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
تغيرات في النوم
- الأرق: الصعوبة في البدء بالنوم أو البقاء نائمًا، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق خلال النهار.
- النوم المفرط: الشعور بالحاجة إلى النوم لفترات طويلة أكثر من المعتاد، ومع ذلك، قد لا يشعر الشخص بالراحة أو التجدد بعد النوم.
فقدان الطاقة والتعب
- فقدان الطاقة: حتى الأنشطة الصغيرة أو المهام اليومية قد تبدو مُرهقة، وقد يشعر الأشخاص بثقل وبطء في حركاتهم.
- التعب الشديد: حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، قد يستمر الشعور بالإرهاق والتعب، مما يؤثر على القدرة على التركيز وإنجاز المهام.
هذه الأعراض الجسدية، بالإضافة إلى الأعراض المزاجية، تُشكل تحديًا كبيرًا للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الموسمي. من المهم التعرف عليها وطلب المساعدة المهنية لإدارتها بشكل فعّال. العلاجات قد تشمل العلاج بالضوء، العلاج النفسي، وفي بعض الحالات، الأدوية. كما يُنصح باتباع نمط حياة صحي، يشمل النشاط البدني المنتظم وتغذية متوازنة، للمساعدة في التخفيف من شدة هذه الأعراض.
3. الأعراض النفسية:
الأعراض النفسية للاكتئاب الموسمي تتداخل بشكل كبير مع الوظائف اليومية للفرد، مؤثرة على قدرته على العمل، الدراسة، وحتى التفاعل الاجتماعي. فيما يلي تفاصيل حول هذه الأعراض:
الشعور بالقلق والتوتر
- القلق المستمر: الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الموسمي قد يجدون أنفسهم في حالة من القلق والتوتر الدائم، حتى بدون سبب واضح. هذا القلق يمكن أن يؤثر على النوم، الشهية، والقدرة على الاستمتاع بالحياة.
- صعوبة في التركيز: يمكن أن يؤدي القلق المرتبط بالاكتئاب الموسمي إلى صعوبات في التركيز والانتباه، مما يجعل من الصعب إنجاز المهام أو التركيز في العمل أو الدراسة.
الشعور بالذنب وانعدام القيمة
- مشاعر الذنب الشديدة: قد يجد الأشخاص أنفسهم يغرقون في مشاعر الذنب والندم على أمور قد لا تكون بالضرورة ضمن سيطرتهم، مما يزيد من مشاعر اليأس.
- انعدام القيمة: الشعور بأنهم لا قيمة لهم أو أنهم عبء على الآخرين يمكن أن يكون مدمرًا، وفي بعض الحالات، قد يؤدي إلى أفكار انتحارية.
فقدان التركيز
- صعوبات في التركيز: الاكتئاب الموسمي يمكن أن يجعل من الصعب التركيز على المهام أو الحفاظ على التركيز لفترات طويلة، مما يؤثر على الأداء الوظيفي والأكاديمي.
هذه الأعراض النفسية تتطلب تفهمًا ودعمًا، سواء من المحيطين بالشخص المصاب أو من مختصين في الصحة النفسية. العلاجات الممكنة تشمل العلاج بالضوء، العلاج النفسي، وفي بعض الحالات، الأدوية. من المهم أيضًا تشجيع الشخص المصاب على الانخراط في أنشطة تعزز الصحة النفسية، مثل الرياضة، التأمل، والتواصل الاجتماعي، للمساعدة في التغلب على هذه الأعراض وتحسين جودة الحياة.
ما هي أسباب الاكتئاب الموسمي؟
1. نقص ضوء الشمس:
يُعدّ نقص ضوء الشمس خلال فصل الشتاء من أهمّ العوامل المُسبّبة للاكتئاب الموسمي. يُؤثّر ضوء الشمس على إفراز هرموناتٍ في الدماغ تُنظّم المزاج والنوم، مثل هرمون السيروتونين والميلاتونين.
2. العوامل الوراثية:
قد يكون الشخص أكثر عرضةً للإصابة بال depression seasonal إذا كان أحد أفراد عائلته يُعاني من هذا الاضطراب.
3. العوامل النفسية:
قد تُؤدّي بعض العوامل النفسية، مثل التعرض لصدمةٍ أو حدثٍ مُؤلم، إلى زيادة خطر الإصابة بال depression seasonal.
ما هي طرق علاج الاكتئاب الموسمي؟
1. العلاج بالضوء:
يُعدّ العلاج بالضوء من أهمّ العلاجات المُستخدمة لعلاج depression seasonal. يُستخدم في هذا العلاج مصباحٌ خاصّ يُصدر ضوءًا مشابهًا لضوء الشمس، ويُساعد على تنظيم إفراز هرمونات المزاج.
2. العلاج النفسي:
يمكن أن يُساعد العلاج النفسي الشخص على فهم مشاعره وأفكاره، وتطوير مهاراتٍ للتعامل مع أعراض depression seasonal.
3. العلاج بالأدوية:
في بعض الحالات، قد يُستخدم العلاج بالأدوية لعلاج depression seasonal. تشمل الأدوية المُستخدمة مضادات الاكتئاب ومضادات القلق.
4. تغييرات نمط الحياة:
يمكن أن تُساعد بعض تغييرات نمط الحياة على تحسين أعراض depression seasonal، مثل:
- ممارسة الرياضة بانتظام: تُساعد الرياضة على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: يُساعد النوم على تنظيم إفراز هرمونات المزاج وتحسين الحالة المزاجية.