القلق عند الأطفال يسبب خوفًا وقلقًا شديدا وتغيرات في سلوك الطفل أو نومه أو أكله أو مزاجه ، ويعد اضطراب القلق عند الأطفال من أشهر الأمراض النفسية عند الأطفال وتختلف أسباب القلق عند الأطفال وكذلك أنواعه ، وهو ما سوف نتناوله بالتفصيل في هذه المقالة وكذلك ستتعرف علي أهم النصائح للتعامل مع القلق عند طفلك وكذلك طرق علاج القلق عند الأطفال.
أنواع اضطرابات القلق عند الأطفال
- اضطراب القلق العام
- اضطراب قلق الانفصال
- اضطراب القلق الاجتماعي
- اضطراب الهلع
- الصمت الانتقائي
- الرهاب المحدد
1- اضطراب القلق المعمم (GAD)
يتسبب اضطراب القلق العام في قلق الأطفال كل يوم تقريبًا وبشأن الكثير من الأشياء ويقلق الأطفال المصابون باضطراب القلق العام بشأن الأشياء التي يقلقها معظم الأطفال مثل الواجبات المنزلية أو الاختبارات أو ارتكاب الأخطاء مع اضطراب القلق العام يقلق الأطفال أكثر بشأن هذه الأشياء.
يقلق الأطفال المصابون باضطراب القلق العام أيضًا بشأن الأشياء التي قد لا يتوقع الآباء أنها قد تسبب القلق على سبيل المثال قد يقلقون بشأن الاستراحة أو وقت الغداء أو حفلات أعياد الميلاد أو وقت اللعب مع الأصدقاء أو ركوب حافلة المدرسة وقد يقلق الأطفال المصابون باضطراب القلق العام أيضًا بشأن الحرب أو الطقس أو المستقبل أو عن الأحباء أو الأمان أو المرض أو التعرض للأذى.
يمكن أن يؤدي وجود اضطراب القلق العام إلى صعوبة تركيز الأطفال في المدرسة لأنه هناك دائمًا قلق في عقل الطفل ويجعل اضطراب القلق العام من الصعب على الأطفال الاسترخاء والاستمتاع وتناول الطعام جيدًا أو النوم في الليل وقد يتغيبون عن المدرسة لعدة أيام لأن القلق يجعلهم يشعرون بالمرض أو الخوف أو التعب.
بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب القلق العام يتحدثون عن مخاوفهم مع أحد الوالدين أو المعلم وقد يسألون مرارًا وتكرارًا عما إذا كان هناك شيء قلقون بشأنه سيحدث ولكن من الصعب عليهم الشعور بالرضا بغض النظر عما يقوله أحد الوالدين.
2- اضطراب قلق الانفصال (SAD)
من الطبيعي أن يشعر الأطفال الصغار والرضع بالقلق في المرات الأولى التي يفصلون فيها عن والديهم ولكن سرعان ما يعتادون على التواجد مع الجد أو جليسة الأطفال أو المعلم ويبدأون في الشعور بأنهم في المنزل في الحضانة أو المدرسة.
ولكن عندما لا يتغلب الأطفال على الخوف من الانفصال عن أحد الوالدين فإن هذا يسمى اضطراب قلق الانفصال. حتى مع تقدمهم في السن يشعر الأطفال المصابون باضطراب قلق الانفصال بقلق شديد بشأن الابتعاد عن والديهم أو بعيدًا عن المنزل وقد يفوتهم العديد من أيام المدرسة وقد يقولون إنهم يشعرون بالمرض أو الانزعاج الشديد من الذهاب او يتشبثون بأحد الوالدين أو يبكون أو يرفضون الذهاب إلى المدرسة أو النوم خارج المنزل أو مواعيد اللعب أو أي أنشطة أخرى بدون والديهم وفي المنزل قد يواجهون صعوبة في النوم أو النوم بمفردهم وقد يتجنبون التواجد في غرفة في المنزل إذا لم يكن والدهم قريبًا.
3- الرهاب الاجتماعي (اضطراب القلق الاجتماعي)
مع الرهاب الاجتماعي يشعر الأطفال بالخوف الشديد مما قد يفكر فيه أو يقوله الآخرون وإنهم يخشون دائمًا أن يفعلوا أو يقولون شيئًا محرجًا او إنهم قلقون من أنهم قد يبدوون غريبين فهم لا يحبون أن يكونوا مركز الاهتمام ولا يريدون أن يلاحظهم الآخرون لذلك قد يتجنبوا رفع أيديهم في الفصل وإذا تم استدعاؤهم في الفصل فقد يتجمدون أو يصابون بالذعر ولا يمكنهم الإجابة وفي حالة الرهاب الاجتماعي يمكن أن يتسبب عرض الفصل أو نشاط جماعي مع زملاء الدراسة في خوف شديد.
يمكن أن يتسبب الرهاب الاجتماعي في تجنب الأطفال والمراهقين المدرسة أو الأصدقاء او يشعرون بالمرض أو التعب قبل المدرسة أو خلالها وقد يشكون من أحاسيس الجسم الأخرى التي تترافق مع القلق أيضًا على سبيل المثال قد يشعرون بتسارع نبضات قلبهم أو يشعرون بضيق في التنفس او يشعرون بالنعاس ويشعرون أنهم لا يستطيعون الجلوس او وجههم أصبح ساخنًا أو أحمر خدودًا بالاضافة للارتعاش أو الدوار.
4- اضطراب الهلع
يمكن أن تسبب نوبات القلق المفاجئة هذه أعراضًا جسدية ساحقة مثل الشعور بالارتعاش أو التوتر والرعشة وسرعة ضربات القلب وضيق التنفس ويمكن أن تحدث نوبات الهلع في أي وقت وهم أكثر شيوعًا بين المراهقين من الأطفال.
5- الصمت الانتقائي
يتسبب هذا النوع الشديد من الرهاب الاجتماعي في شعور الأطفال بالخوف الشديد لدرجة أنهم لا يتحدثون ويمكن للأطفال والمراهقين الذين يعانون منه التحدث فهم يتحدثون في المنزل أو مع أقرب أقربائهم ولكنهم يرفضون التحدث على الإطلاق في المدرسة أو مع الأصدقاء أو في أماكن أخرى لديهم هذا الخوف.
6- الرهاب المحدد
من الطبيعي أن يشعر الأطفال الصغار بالخوف من الظلام أو الوحوش أو الحيوانات الكبيرة أو الأصوات الصاخبة مثل الرعد أو الألعاب النارية وفي معظم الأوقات عندما يشعر الأطفال بالخوف يمكن للبالغين مساعدتهم على الشعور بالأمان والهدوء مرة أخرى ولكن الرهاب هو خوف أكثر شدة وتطرفًا وأطول أمدًا من شيء معين وفي حالة الرهاب يخشى الطفل الشيء الذي يخافه ويحاول تجنبه.
مع رهاب معين قد يكون لدى الأطفال خوف شديد من أشياء مثل الحيوانات أو العناكب أو الإبر أو الطلقات أو الدم أو التقيؤ أو العواصف الرعدية أو الأشخاص الذين يرتدون الأزياء أو الظلام ويتسبب الرهاب في تجنب الأطفال الذهاب إلى الأماكن التي يعتقدون أنهم قد يرون فيها الشيء الذي يخشونه على سبيل المثال قد لا يذهب الطفل المصاب برهاب الكلاب إلى منزل صديق أو حديقة أو حفلة لأن الكلاب قد تكون هناك.
- القلق الاجتماعي وعلاقته بتقدير الذات
- اضطرابات القلق وتأثيرها على الحياة اليومية
- أهم الطرق للخروج من حالة الاكتئاب
- أسباب انتشار الاكتئاب في السعودية
- تأثير العزلة الاجتماعية على الصحة النفسية
أعراض القلق عند الأطفال
قد يرى أحد الوالدين أو المعلم علامات على قلق الطفل أو المراهق فعلى سبيل المثال قد يتشبث الطفل أو يغيب عن المدرسة أو يبكي وقد يتصرفون بالخوف أو الانزعاج أو يرفضون التحدث أو القيام بأشياء.
يشعر الأطفال والمراهقون المصابون بالقلق أيضًا بأعراض لا يستطيع الآخرون رؤيتها ويمكن أن يجعلهم يشعرون بالخوف أو القلق أو التوتر.
يمكن أن يؤثر على أجسامهم أيضًا وقد يشعرون بالارتعاش أو التوتر أو ضيق التنفس او يشعرون بالام في معدتهم أو احمرار الوجه أو يد باردة أو فم جاف أو تسارع في ضربات القلب.
أعراض القلق عند الاطفال هذه هي نتيجة استجابة “القتال أو الهروب” وهي استجابة الجسم الطبيعية للخطر ويؤدي الخوف إلى إطلاق مواد كيميائية طبيعية في الجسم. هذه المواد الكيميائية تعدنا للتعامل مع خطر حقيقي فهي تؤثر على معدل ضربات القلب والتنفس والعضلات والأعصاب والهضم وتهدف هذه الاستجابة إلى حمايتنا من الخطر ولكن مع اضطرابات القلق تكون استجابة “القتال أو الهروب” مفرطة النشاط ويحدث ذلك حتى في حالة عدم وجود خطر حقيقي.
أسباب القلق عند الأطفال
تلعب العديد من الأشياء دورًا في التسبب في “القتال أو الهروب” المفرط الذي يحدث مع اضطرابات القلق ويشملوا :
1- علم الوراثة : الطفل الذي لديه أحد أفراد أسرته مصاب باضطراب القلق هو أكثر عرضة للإصابة به أيضًا وقد يرث الأطفال الجينات التي تجعلهم عرضة للقلق.
2- كيمياء الدماغ : تساعد الجينات في توجيه طريقة عمل المواد الكيميائية في الدماغ (تسمى الناقلات العصبية) وإذا كان هناك نقص في مواد كيميائية معينة في الدماغ أو لا تعمل بشكل جيد يمكن أن يسبب القلق.
3- مواقف الحياة : قد تكون الأشياء التي تحدث في حياة الطفل مرهقة ويصعب التعامل معها ويمكن أن يؤدي الخسارة أو المرض الخطير أو وفاة أحد الأحباء أو العنف أو سوء المعاملة إلى إصابة بعض الأطفال بالقلق.
4- السلوكيات المكتسبة : إن النشأة في أسرة يخاف فيها الآخرون أو قلقون يمكن أن “تعلم” الطفل أن يكون خائفًا أيضًا.
- القلق الاجتماعي وعلاقته بتقدير الذات
- اضطرابات القلق وتأثيرها على الحياة اليومية
- أهم الطرق للخروج من حالة الاكتئاب
- أسباب انتشار الاكتئاب في السعودية
- تأثير العزلة الاجتماعية على الصحة النفسية
كيف يتم تشخيص اضطرابات القلق
يمكن تشخيص اضطرابات القلق بواسطة طبيب نفسي مدرب يتحدث معك ومع طفلك ويطرح الأسئلة ويستمع بعناية و سوف يسأل كيف ومتى يحدث قلق الطفل ومخاوفه بشكل أكبر ويساعده ذلك في تشخيص اضطراب القلق المحدد الذي يعاني منه الطفل.
يجب أن يخضع الطفل أو المراهق المصاب بأعراض القلق لفحص طبي منتظم حيث يساعد هذا في التأكد من عدم وجود مشكلة صحية أخرى تسبب الأعراض.
علاج اضطرابات القلق عند الأطفال
في أغلب الأحيان تُعالج اضطرابات القلق بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) وهذا نوع من العلاج بالكلام يساعد العائلات والأطفال والمراهقين على تعلم إدارة القلق والخوف والقلق.
يعلم العلاج المعرفي السلوكي الأطفال أن ما يفكرون به ويفعلونه يؤثر على شعورهم وفي العلاج المعرفي السلوكي يتعلم الأطفال أنه عندما يتجنبون ما يخشونه يظل الخوف قويًا ويتعلمون أنهم عندما يواجهون الخوف يضعف الخوف ويزول.
طرق التعامل مع القلق عند الأطفال
في العلاج المعرفي السلوكي يتعلم الآباء أفضل طريقة للاستجابة عندما يكون الطفل قلقًا ويتعلمون كيفية مساعدة الأطفال على مواجهة المخاوف.
يتعلم الأطفال مهارات التأقلم حتى يتمكنوا من مواجهة الخوف والقلق بشكل أقل.
يساعد المعالج سواء طبيب أو أخصائي نفسي الأطفال على التدرب ويمنحهم الدعم والثناء أثناء محاولتهم وبمرور الوقت يتعلم الأطفال مواجهة المخاوف والشعور بالتحسن ويتعلمون التعود على المواقف التي يخافون منها فيشعرون بالفخر لما تعلموه وبدون الكثير من القلق يمكنهم التركيز على أشياء أخرى مثل المدرسة والأنشطة والمرح وفي بعض الأحيان تستخدم الأدوية أيضًا للمساعدة في علاج القلق.
طرق التعامل مع القلق عند طفلك
إذا كان طفلك يعاني من اضطراب القلق فإليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها المساعدة :
- ابحث عن معالج مدرب واصطحب طفلك إلى جميع مواعيد العلاج.
- تحدث كثيرًا مع المعالج واسأل عن أفضل طريقة لمساعدة طفلك.
- ساعد طفلك على مواجهة المخاوف واسأل المعالج كيف يمكنك مساعدة طفلك على التدرب في المنزل. -امدح طفلك لجهوده في التغلب على المخاوف والقلق.
- ساعد الأطفال في الحديث عن المشاعر واستمع واجعلهم يعرفون أنك تفهمهم وتحبهم وتقبلهم حيث تساعد العلاقة الحميمة معك طفلك على بناء نقاط القوة الداخلية.
- شجع طفلك على اتخاذ خطوات صغيرة إلى الأمام فلا تدع طفلك يستسلم أو يتجنب ما يخاف منه ،ساعدهم على اتخاذ خطوات إيجابية صغيرة إلى الأمام.
- كن صبوراً حيث يستغرق العلاج بعض الوقت حتى يعمل ويشعر الأطفال بالتحسن.