العلاج باللعب للاطفال هو شكل من أشكال العلاج موجه بشكل أساسي للأطفال وفي هذا النوع من العلاج يشجع المعالج الطفل على استكشاف أحداث الحياة التي قد يكون لها تأثير على الظروف الحالية بطريقة وسرعة اختيار الطفل في المقام الأول من خلال اللعب ولكن أيضًا من خلال اللغة ، باستخدام نظريات ومهارات العلاج باللعب للاطفال
يمكن أن يساعد العلاج باللعب للاطفال الأفراد على التواصل واستكشاف الأفكار والعواطف المكبوتة ومعالجة الصدمات التي لم يتم حلها وتجربة النمو الشخصي ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه علاج مهم وفعال ومناسب من الناحية التنموية للصحة العقلية.
ما هو تاريخ وتطور العلاج باللعب للاطفال
على الرغم من أن بعض النظريات والطرق المبكرة المذكورة أدناه لم تعد تُمارَس وقد لا تكون مقبولة بناءً على الأبحاث الحالية والمعايير الأخلاقية إلا أنها لعبت دورًا في تطوير العلاج باللعب لدرجة أنه يُنظر إليه الآن على أنه نهج علاجي راسخ بعض الأفراد الرئيسيين في تطوير هذا العلاج ومساهماتهم في المجال تشمل :
💦هيلين هلمث الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أول محلل نفسي في العالم يتخصص في علاج الأطفال وأول شخص يستخدم اللعب كشكل من أشكال العلاج ففي عام 1921 قدمت عملية رسمية للعلاج باللعب من خلال تزويد الأطفال الذين تحت رعايتها بالمواد اللازمة للتعبير عن أنفسهم ودعت إلى استخدام اللعب لتحليل الأطفال.
💦ميلاني كلاين التي استخدمت اللعب كأداة تحليلية وكذلك وسيلة لجذب الأطفال الذين عملت معهم إلى العلاج ويعتقد كلاين أن اللعب يقدم نظرة ثاقبة لفقدان وعي الطفل.
💦ديفيد ليفي الذي طور أسلوبًا علاجيًا يسمى “العلاج بالإفراج عن الجسم” في عام 1938 وكان هذا أسلوبًا منظمًا شجع الطفل المصاب بصدمة نفسية على الانخراط في اللعب الحر ثم قام المعالج بإدخال المواد المتعلقة بالحدث الصادم تدريجيًا مما يسمح للطفل بإعادة تجربة الحدث المجهد والتخلص من أي مشاعر أو أفعال لم يتم حلها.
💦جوزيف سولومان الذي استخدم أسلوبًا يسمى “اللعب النشط” لمساعدة الأطفال الذين أظهروا الاندفاع والميل إلى التصرف و استند النهج إلى اعتقاد سولومان بأن التعبير عن المشاعر مثل الخوف والغضب أثناء اللعب من شأنه أن يؤدي إلى سلوك أكثر قبولًا اجتماعيًا.
💦آنا فرويد التي قدمت الحجج النظرية لاستخدام اللعب كوسيلة لبناء علاقة إيجابية بين الطفل والمعالج وبالتالي السماح للمعالج بالوصول بشكل أفضل إلى الأفكار والعواطف الداخلية للطفل.
💦كارل روجرز الذي طور العلاج الذي يركز على الشخص خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي ويؤكد هذا النوع من العلاج على أهمية الصدق والثقة والقبول في العلاقة العلاجية.
💦فرجينيا أكلين التي طورت علاجًا غير موجه باللعب من خلال تعديل نهج روجرز في أسلوب العلاج باللعب الذي كان أكثر ملاءمة للأطفال.
💦روجر فيليبس الذي طرح فكرة الجمع بين العلاج المعرفي والعلاج باللعب في أوائل الثمانينيات تم استخدام العلاج السلوكي المعرفي باللعب لعلاج الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن عامين.
علم الأعصاب وأهمية العلاج باللعب للاطفال
على الرغم من أن اللعب غالبًا ما يُنظر إليه على أنه مجرد وسيلة للاسترخاء للأفراد وخاصة الأطفال فقد أثبت البحث العلمي أن اللعب عامل حاسم في نمو الطفل الصحي وتظهر الدراسات أن الأطفال حديثي الولادة يمتلكون بلايين من خلايا الدماغ ومع ذلك تفتقر هذه الخلايا الفتية إلى الترابط العصبي المعقد الذي يميز دماغ بشري ناضج وكامل الوظائف وكشف علم الأعصاب أن غالبية نمو الدماغ يحدث خلال السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل وأن اللعب يساهم بشكل كبير في تطوير الترابط بين الخلايا العصبية وتلعب هذه الروابط العصبية دورًا رئيسيًا في المجالات الرئيسية في حياة الطفل مثل التعلم والتنمية الاجتماعية والنمو العاطفي والذاكرة.
يعتبر اللعب مهمًا بشكل خاص للنمو الصحي للأطفال الذين مروا بأحداث مرهقة أو صدمات سابقة بينما تميل آثار الصدمة إلى التواجد في المناطق غير اللفظية من الدماغ – الحُصين واللوزة والمهاد وجذع الدماغ – تكمن قدرة الشخص على التواصل ومعالجة المشكلات السلبية في الفصوص الأمامية للدماغ نتيجة لذلك قد يجد الأطفال المصابون بالصدمة صعوبة في إخبار الآخرين أنهم بحاجة إلى المساعدة وأثبتت الأنشطة البدنية ولعب الأدوار المرتبطة بالعلاج باللعب أنها مفيدة في المساعدة على نقل الذكريات والأحاسيس المؤلمة من مناطق الدماغ غير اللفظية إلى الفص الجبهي.
- القلق الاجتماعي وعلاقته بتقدير الذات
- اضطرابات القلق وتأثيرها على الحياة اليومية
- أهم الطرق للخروج من حالة الاكتئاب
- أسباب انتشار الاكتئاب في السعودية
- تأثير العزلة الاجتماعية على الصحة النفسية
كيف يعمل العلاج باللعب للاطفال ؟ ما هي نظريات و مهارات العلاج باللعب للاطفال
عندما يواجه الأطفال مشكلات شخصية معاكسة فغالبًا ما يتصرفون أو ينخرطون في سلوك غير لائق وقد يتوق الآباء إلى المساعدة ولكنهم قد يجدون صعوبة أو استحالة في تقديم مساعدة فعالة إذا كان الطفل غير قادر أو غير راغب في مناقشة المشكلة ويُعتقد أن العلاج باللعب من أكثر الوسائل فائدة لمساعدة الأطفال الذين يواجهون تحديات عاطفية أو سلوكية على الرغم من أن هذا النهج قد يفيد الأشخاص من جميع الأعمار إلا أنه مصمم خصيصًا لعلاج الأطفال دون سن 12 عامًا وقد تستغرق الجلسة النموذجية 30-45 دقيقة ويمكن إجراؤها مع طفل واحد فقط أو في مجموعات.
أثناء العلاج يخلق المعالج بيئة مريحة وآمنة يسمح للطفل فيها باللعب بأقل قدر ممكن من القيود غالبًا ما يشار إلى مساحة الاستشارة هذه على أنها غرفة ألعاب وهي مجهزة بمجموعة مختارة من الألعاب المختارة خصيصًا والتي تهدف إلى تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وتطوير سلوكيات صحية وتخدم تفاعلات الطفل مع هذه الألعاب بشكل أساسي ككلمات رمزية للطفل ويسمح هذا للمعالج بالتعرف على أفكار ومشاعر محددة قد يجد الطفل صعوبة أو استحالة في التعبير عنها لفظيًا.
قد تشتمل الألعاب المستخدمة في العلاج على صندوق رمل به تماثيل مصغرة مرتبطة به ومواد فنية وليغو أو ألعاب بناء أخرى وأزياء أو ملابس أخرى وحيوانات محشوة ودمى وبيت دمية بأثاث مصغر ومعدات رياضية داخلية وألعاب داخلية أخرى وقد يدمج المعالج أيضًا استخدام الأدوات والتقنيات مثل الطين ورواية القصص العلاجية والموسيقى والرقص والحركة والدراما / تمثيل الأدوار والتصور الإبداعي.
في البداية يُسمح للأطفال عمومًا باللعب كما يحلو لهم ومع تقدم العلاج قد يبدأ المعالج في تقديم عناصر محددة أو أنشطة اللعب المتعلقة بالقضايا التي يواجهها الطفل وقد يفيد العلاج باللعب الطفل بعدة طرق مثل تشجيع الإبداع وتعزيز الشفاء من الأحداث الصادمة وتسهيل التعبير عن المشاعر وتشجيع تنمية مهارات اتخاذ القرار الإيجابي وإدخال طرق جديدة للتفكير والسلوك وتعلم حل المشكلات والمهارات وتطوير مهارات اجتماعية أفضل وتسهيل التواصل بشأن المشاكل أو الاهتمامات الشخصية.
قد يكون العلاج باللعب غير توجيهي أو توجيهي يرتكز العلاج باللعب غير التوجيهي على فكرة أنه إذا سمح بالظروف العلاجية المثلى وحرية اللعب فسيكون الأطفال في العلاج قادرين على حل المشكلات بأنفسهم يُنظر إلى هذا النهج على أنه غير تدخلي نظرًا لوجود قدر ضئيل من التعليمات من المعالج فيما يتعلق بكيفية مشاركة الطفل في اللعب يتضمن العلاج باللعب الموجه مساهمة أكبر بكثير من المعالج ويستند إلى الاعتقاد بأنه يمكن الحصول على نتائج علاجية أسرع من جلسات العلاج باللعب غير التوجيهي.
العلاج باللعب للبالغين
يمكن أيضًا استخدام العلاج باللعب لمعالجة المشكلات التي يواجهها المراهقون والبالغون وعند البلوغ فقد معظم الناس قدرتهم على استكشاف أنفسهم بشكل هزلي المعالجون باللعب مدربون لمساعدة المراهقين والبالغين وحتى كبار السن على إعادة تعلم قيم اللعب. لقد ثبت أن الاستكشاف الممتع يعزز السلوكيات المعرفية والجسدية وهناك قدر كبير من الأبحاث في مجالات الفسيولوجيا العصبية والبيولوجيا الجزيئية التي تدعم العلاج باللعب كأسلوب علاجي صالح للأطفال في مرحلة الطفولة الماضية ويكرس عدد متزايد من المنظمات والخبراء للقيام بالبحث والدعوة معتقدين أن اللعب مهم للأشخاص من جميع الأعمار.
مميزات العلاج باللعب للاطفال
لقد ثبت أن اللعب يحسن التعلم ويعزز العلاقات ويحسن الصحة والرفاهية ويتمتع البالغون والأطفال المشاركون في تحالف علاجي يركز على اللعب بفرصة الاختيار من بين مجموعة متنوعة من الأساليب مثل الحركة (اللعب بالجسد) واللعب بالرمل ولعب الأحلام ولعب الطبيعة واللعب الاجتماعي واللعب التخيلي واللعب الإبداعي ورواية القصص واللعب الصوتي ويمكن استخدام العلاج باللعب لمعالجة مجموعة متنوعة من التحديات الصحية التي يواجهها البالغون خاصة إذا تم دمجها مع طرق العلاج الأخرى وتتمثل إحدى أهم الفوائد في أن اللعب يمكن أن يوفر بيئة مريحة وآمنة قد تدفع الكبار إلى التعامل مع قضايا أكثر خطورة.
الامراض التي تعالج عن طريق العلاج باللعب للاطفال
يمكن استخدام العلاج باللعب عند الأطفال أو البالغين :
- مرض عقلي
- الحزن والخسارة
- كرب ما بعد الصدمة
- الهواجس والإكراه
- فرط الحركة ونقص الانتباه
- قضايا المزاج
- قلق
- اكتئاب
- قضايا تنموية
- توقف النمو العاطفي
إرشادات للعلاج الفعال باللعب
أثبت العلاج باللعب أنه أسلوب علاجي فعال للأشخاص من جميع الفئات العمرية على الرغم من استجابة القاصرين بشكل جيد لهذا النوع من العلاج قد يستخدم المعالجون العديد من الإرشادات والممارسات العامة في العلاج من أجل تعزيز أكبر الفوائد للأشخاص في رعايتهم.
عند العمل مع طفل ، قد يقدم المعالج علاجًا مساعدًا للبالغين الذين يلعبون أدوارًا رئيسية في حياة الطفل. طوال فترة العلاج يركز المعالج عادةً على تعزيز الصحة العقلية والنمو النفسي والاجتماعي ويشرح خطط العلاج للشخص الذي يتلقى العلاج والأوصياء القانونيين للطفل إذا لزم الأمر وقد يقوم المعالجون أيضًا بتنسيق العلاج مع الأطباء أو غيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية لضمان بقاء رعاية الطفل على رأس أولويات العلاج وإذا لمس الطفل بشكل غير لائق أثناء العلاج فقد يجد المعالج أنه من الأفضل أن يشرح أنه من المهم احترام جسد كل شخص وتوثيق الحدث ثم مناقشة الموقف مع الأوصياء القانونيين على الطفل في أقرب فرصة وقد يجد المعالج أيضًا أنه من الضروري اتخاذ الترتيبات اللازمة لمنع الطفل أو أي شخص يعالجونه من الشعور بالتخلي عنهم في حالة حدوث انقطاع في العلاج.